لائحة بهاء الحريري في طرابلس تتصدّع قبل موعد الإنتخابات
بشكل لافت للإنتباه، إستوقف الكثير من المراقبين حول الأسباب والدّوافع والتداعيات، أعلنت مرشحتان على لائحة “الإستقرار والإنماء”، المحسوبة على بهاء الحريري، في دائرة الشّمال الثانية التي تضمّ طرابلس والضنّية والمنية، إنسحابهما وعدم خوضهما الإنتخابات النيابية المرتقبة في 15 أيّار المقبل، لتسجلا أول حالة إنسحاب في دائرة سجلت أكبر عدد من اللوائح الإنتخابية فيها مقارنة ببقية الدوائر الإنتخابية اللبنانية، بعدما بلغ عدد اللوائح 11 والمرشحين المنضوين فيها 100 مرشّح.
مطلع هذا الأسبوع أصدرت المرشّحة على اللائحة المذكورة ديما ضنّاوي بياناً فاجأت فيه المعنيين باللائحة من داعمٍ ورئيس ومؤيدين ومعنيين بالشّأن الإنتخابي، عندما أعلنت إنسحابها وعدم متابعتها خوض السباق الإنتخابي، بعد خلافها مع حركة “سوا للبنان” الموالية للحريري، والتي تعتبر الداعم الرئيسي للمرشّحين المنضوين ضمن لوائح تحصل بشكل أو بآخر على تأييد ودعم الحريري.
ضنّاوي التي ذكرت أنّ البيان هو “ردّ على الأضاليل التي تساق ضدّي بسبب إنسحابي من اللائحة”، أشارت إلى أنّه “في 17 تشرين الأوّل 2019 إنتابتني نوبة غضبٍ عظيم. نزلت الى الشارع لاعبر عن هذا الغضب الذي ملأ قلبي وعقلي منذ سنين. كان هناك الكثير من الرفيقات والرفقاء في ساحات وشوارع طرابلس. هناك بدأت الثورة. استمرينا لأيام وشهور بالنزول الى ساحات الحرية وبدأ الحلم يكبر. بطبيعة الحال بدأت بالتفكير بالتغيير الحقيقي واهم سبله ام السلطات: سدة البرلمان. هناك يبدأالتغيير الحقيقي لرفع الظلم عن لبنان واللبنانيون”.
وأضافت ضنّاوي أنه “لمّا كنت قد انضويت في “لائحة الإستقرار والإنماء”، كما معظم أعضائها، معتقدةً أنّها لائحة مستقلة 100 في المئة، فوجئت لاحقاً أنّها مدعومة من حركة “سوا للبنان”، فآثرت البقاء فيها لتوافق معظم مبادئ الحركة مع مبادئي التغييرية الوطنية”، وردّت على اتهامات وُجّهت إليها بأنّ “الذي يبتزّ الآخر لا ينسحب قبل انطلاق عمل اللائحة، وهذا اتهام سخيف مردود على أصحابه”.
وكشفت ضنّاوي أنّ “أسباب الخلاف الأخرى مع حركة “سوا للبنان” تتلخص في الفوضى الداخلية، وسوء الإدارة، وانتهاك الكرامات وغيرها”.
وقبل أن تمضي 24 ساعة على إعلان ضنّاوي إنسحابها من اللائحة، أعلنت زميلتها فيها سوسن كسحة في بيان إنسحابها أيضاً، إتهمت فيه حركة “سوا للبنان” بأنّها “أتت بمشروع الإنسان والوطن لم نرَ من مضمونه أي بادرة تثبت بأنّهم فعلاً مع المساواة، وتحفيز المرأة، وضد التمييز، بل العكس تماماً، فما عانيته من تمييز علني وتفرقة وإجحاف واضح للعيان منذ البداية، كان من أهم أسباب إنسحابي من هذه اللائحة”.
وكشفت كسحة أنّه “بالرغم من كلّ المحاولات بالتواصل مع سعيد صناديقي وصافي كالو (المقرَبين من الحريري)، التي باءت بالفشل من أجل إنقاذ اللائحة الإنتخابية وسمعتها، إلا أنّنا لم نلقَ آذاناً صاغية من صناديقي أو من ينوب عنه لأسباب نجهلها، مع انتشار رائحة فساد وتقاسم الأموال المخصّصة للحملة الإنتخابية بين رئيس اللائحة ومن معه من مؤيّدين”، معتبرة أنّه “إنصافاً منا فنحن لم نتوصل بأيّ طريقة ورغم المحاولات بالتحدث مع بهاء الحريري أو من ينوب عنه، مثل صافي كالو، حتى نشرح لهما عن فساد اللائحة”.
وأضافت كسحة سبباً آخر لانسحابها هو أنّه “وجدت نفسي في مكان لا يشبهني، فأقدمت على خطوة الخروج من اللائحة والإنسحاب حفاظاً على كرامة المرأة، وتوافقاً مع المجتمع الذي أنتمي إليه”، قبل أن تختم أنّه “ما زلنا بانتظار ردّ وتوضيح من قبل الشيخ بهاء الحريري أو صافي كالو”.
فهل يُعدّ إنسحاب ضنّاوي وكسحة مقدمة لإجهاض لائحة بهاء الحريري في دائرة الشّمال الثانية، وفي بقية الدوائر الأخرى، وانتهاء مبكر لحلمه بـ”وراثة” زعامة شقيقه الرئيس سعد الحريري ووالده الرئيس الراحل رفيق الحريري؟
الأيّام القليلة المقبلة الفاصلة عن موعد الإنتخابات ستكون كفيلة بالإجابة بشكل وافٍ عن هذا السّؤال وغيره.
عبد الكافي الصمد